الرئيسية » تعبير » تعبير عن التنمر

تعبير عن التنمر

تعبير عن التنمر
اعلان

مقدمة: التنمر سلوك هدَّام

يعتبر التنمر من السلوكيات الهدامة في المجتمع، وهو لا يتماشى مع المبادئ والقيم والأخلاق النبيلة للإنسانية، ولا يتماشى مع الأخوة والمساواة بين البشر، فالتنمر يؤثر سلبًا على الكثير من الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر، مما يعرض حياتهم لخطر الدمار بالإضافة إلى الأضرار النفسية الكبيرة، وهذا أيضاً من السلوكيات التي تتعارض مع أخلاق الإسلام التي تنص على المساواة واحترام الجميع وعدم الإساءة لأحد.

 العرض: التنمر له دوافع عدائية وآثار خطيرة

 يتم تعريف التنمر على أنه إحدى الطرق التي يمارس بها شخص أو مجموعة من الأشخاص العنف النفسي والجسدي على شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص، عادة ما يكون الشخص الذي يتعرض للتنمر أضعف من الشخص المتنمِّر أو المعتدي حيث أن المتنمرين يستخدمون أساليب تنمر متنوعة، أهمها السخرية من الشخص الآخر والإساءة إليه لفظيا، والتقليل من شأنه عن طريق السخرية واستخدام الكلمات المهينة والاستفزازية والجارحة بشكل مستمر، كما يقوم المتنمِّر باستخدام أساليب متعددة مثل: التحرش الجسدي، أو الضرب، أو الإيقاع بشخص آخر بهدف تدمير حياته وجعله يشعر بالضعف والإهانة. 

غالبًا ما تبدأ مشاكل التنمر من داخل الأسرة، وعلى الوالدين مسؤولية كبيرة تجاه أطفالهم، فيجب عليهم رعاية أطفالهم والتعرف على سلوكهم سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، وفهم الإساءة التي تعرضوا لها أو ما يمارسونه ضد الأطفال الآخرين، حيث يجب مراقبة سلوك الأطفال خاصة إذا قال أحدهم أنه متنمر، يجب العمل مع إدارة المدرسة للمراقبة للتأكد من معاملة الطفل بهدوء ولطف حتى يرتاح لفكرة الحديث عن التنمر، وأنه يجب الابتعاد عن ذلك، وهذا من خلال شرح الأسباب والعواقب السلبية للتنمر والتي لا تقتصر على الشخص التعرض للتنمر.

 من الأشياء التي يجب الانتباه إليها عند الحديث عن التنمر هو ما يسبب هذا السلوك العنيف، فإذا عرف الأهل ما الذي يدفع أطفالهم إلى ممارسة سلوك التنمر، فيمكنهم التخلص من المشكلة بسهولة أكبر والابتعاد عن سلوك التنمر وأن يخلصوا الطفل من مثل هذا السلوك الضار عند الأطفال، وقد تؤدي مشاهدة المقاطع التي يدرج فيها العنف سواء في أفلام غير مناسبة للأطفال أو في برامج الأطفال التي لا تراعي وجود مثل هذه المشاهد وقد تكون بعض أفكار التطرف في الأهل أو المدارس هو المسؤول عن هذا السلوك، ومن الضروري الانتباه إلى الأفكار والأحاديث التي يسمعها الطفل من والديه أو المحيط والبيئة نفسها، فالآباء هم قدوة لأطفالهم منذ الصغر ويستمد منهم أفكارًا ستبقى معه طوال حياته. 

مشاعر الكراهية والحقد هي مشاعر غريبة عن الإنسان ويمكن أن تؤدي إلى سلوك التنمر، والذي قد يكون في بعض الأحيان لإظهار القوة أو الذكاء أو الحط من مكانة الشخص الآخر، بدافع الغيرة، أو قد يكون لكسب الشهرة، وبحسب هناك أنواع عديدة من التنمر حسب مكان ارتكابها، فالتنمر المدرسي هو أحد أنواع التنمر الذي يتم فيه التنمر الإلكتروني أو حسب الأسباب التي تؤدي إلى ارتكابه، وهو سلوك تقوم به مجموعة من الطلاب ضد طالب أو مجموعة أخرى في المدرسة من خلال قول عبارات ساخرة وسمات سلبية غير مرغوب فيها، يعتبر التنمر أمراً شائعاً ويحدث على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث يقوم المتنمرون بمشاركة الصور والمقاطع التي تلحق الضرر بالبعض.

إن التنمر بسبب لون البشرة هو أكثر أنواع التنمر شيوعًا، وهو شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري وأصبح سلوكًا غير مقبول منذ زمن بعيد، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى وحسن الأخلاق والعمل الصالح، وهناك نوع آخر من التنمر هو التنمر بسبب الدين، حيث يسخر شخص من شخص آخر بسبب معتقداته الدينية أو من أتباع دين معين وقد يلجأ إلى هذا الأسلوب في السخرية من أتباع دين مختلف، وهو من أخطر الأنواع؛ لأنه يمكن أن تكون له عواقب وخيمة تؤدي إلى الطائفية والانقسام بين أفراد المجتمع. 

يمكن تقسيم التنمر إلى عدة أنواع حسب الأساليب التي يستخدمها المتنمر:

  •  التنمر اللفظي وهو استخدام المتنمر للألفاظ والعبارات الساخرة والألفاظ المهينة للضحك على الطرف الآخر
  • التنمر الجسدي فهو أقسى أنواع التنمر وفيه يقوم المتنمر بإيذاء الشخص المتنمر عليه جسديًا، سواء كان ذلك بالضرب أو الاعتداء على الآخرين بطرق مختلفة، مثل رمي القمامة عليه، أو دفعه على الطريق، وغيرها. 
  •  التنمر العاطفي فهو يقوم على السخرية من عواطف الشخص الآخر ومشاعره ووضعه في مواقف محرجة وتجعله يبدو غبياً وضعيفاً. 

من المؤكد أن التنمر له العديد من الآثار السلبية على الأفراد والمجتمع ككل، ولا تقتصر هذه الآثار على الأذى الجسدي (إن وجد)، بل تشمل أيضًا مشاعر الاكتئاب والتوتر والقلق التي تصاحب التنمر ونسيبها لكل من يتعرض لهذه الظاهرة الرهيبة، لأنه يشعر بأنه يتعرض للاضطهاد والتعذيب والنبذ ​​بسبب صفات معينة خاصة به، وهذا هو السبب وراء عزلته وغربته التامة عن الناس من حوله بسبب الرهاب الاجتماعي، كما أثبتت الأبحاث الحديثة أن التنمر يمكن أن يؤدي إلى زيادة حالات الانتحار في المجتمع، وقد يتبنى الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر أساليب دفاعية عدوانية، مما يزيد من حدوث المشكلات بين أفراد المجتمع. 

الخلاصة: التنمر ظاهرة يجب معالجتها

التنمر هو إحدى الظواهر التي يجب أن يسعى المجتمع إلى حلها بكل الوسائل الممكنة، بدءاً من ترسيخ الأخلاق الحسنة، والقيم الحميدة، والمساواة بين مختلف ألوان البشرة والأجناس والأعراق والانتماءات والمعتقدات، ونشر هذه القيم والأخلاق بين مختلف أفراد المجتمع، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعوية مستمرة لتسليط الضوء على مخاطر التنمر وتحذير الناس من كافة أشكال العنف الجسدي أو اللفظي. ويجب تجريم التنمر من خلال القوانين الرادعة وتعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم.

اعلان
التصنيف :

آخر المشاركات

إرسال تعليق