الرئيسية » إسلاميات » النبي الذي دُفن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

النبي الذي دُفن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

النبي الذي دُفن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
اعلان

النبي الذي دفن بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -

 النبي الذي دفن بعد الرسول-صلى الله عليه وسلم- هو النبي دانيال - عليه السلام -، حيث كان الصحابي الجليل أبو موسى - رضي الله عنه - خليفة مدينة السوس عندما فتحها وجد غرفة ذات ستائر في القلعة، فاستفسر عنها، فأخبروه أنها تحتوي على جسد دانيال النبي -عليه السلام- وكان إلى جانبه مال يأخذ الناس منه المال فيردونه في وقت معين، فأتاه أبو موسى فأخذه وقبله وأرسل رسالة إلى عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - فأمر عمر بكفنه ​​وتحنيطه والصلاة عليه ودفنه كما يُدفن الأنبياء ووضع الأموال في خزائن المسلمين، ففعل أبو موسى -رضي الله عنه- وكان جثمانه في بابل وتم نقله إلى مدينة السوس بعد أن التمس أهل مدينة السوس مدينة بابل، لقد كانوا يعانون من القحط والجوع لكي يستسقوا بدانيال النبي، فأعطوهم إياه، وكان أبو موسى -رضي الله عنه- قد حفر بالنهار ثلاثة عشر حفرة ودفنه في إحداها عند حلول الليل، وجعلها كلها متشابهة، حتى أن الناس لم يعرفوا في أي قبر دفن أثناء حفر قبره.

رسالة النبي دانيال

 وكان النبي دانيال -عليه السلام- أحد الرجال الذين أسرهم بختنصر وأتى بهم إلى باب، وقد هرب منه النبي دانيال عندما فسر الحلم الذي رآه في حلمه، فأراد أن يكرمه فأطلق سراحه، إذ يقال أن بختنصر بعدما استولى على القدس، وبقي تحت إمرته سبع سنين، رأى حلماً كبيراً ونسيه، فدعا الكهنة وأخبروه بما رأى وسمع فلم يستطيعوا أن يفعلوا، فأعطاهم ثلاثة أيام وهددهم إذا لم يعلموا سيقتلهم، سمع دانيال الخبر الذي وصله وهو في السجن، فأرسل من يخبره أنه علم برؤياه وتفسيرها، فطلب بختنصر من السجان أن يحضره إليه، ولما جاء دخل النبي دانيال على بختنصر ولم يسجد له، فسأله ما يمنعه من السجود، فأخبره أن الله تعالى قد آتاه العلم، وأمره ألا يسجد لأحد غيره فأعجب به وطلب منه أن يخبره برؤياه ففسرها له، وعاد إلى القدس بعد وفاة بختنصر، وقد نقل العماد الأصبهاني -رحمه الله- في كتابه أن دانيال مات بمدينة السوس في خوزستان، وروى أيضاً أنه كان رجلاً حكيماً وليس نبياً، وأنه من نسل داود - عليه السلام. 

وقد وجد أبو موسى -رضي الله عنه- مع دانيال -عليه السلام- وكان في قبره خاتم منقوش عليه أسدان يمسان الرجل الذي بينهما بلسانهما، ولا يأكلاه، فسأل أبو موسى علماء تلك القرية عن السبب، فقالوا إن ملك الزمان الذي عاش فيه دانيال أخبروه السحرة بأن هناك صبي على وشك أن يولد وسيتم تدمير مملكته على يده، لذلك تعهد بقتل جميع الغلمان، أما دانيال فوضعوه في قفص مع أسد وزوجته فلم يؤذوه ولم يأكلوه، حتى جاءته أمه وأخرجته، فأنقذه الله تعالى، ثم نقش على خاتمه الأسدان ليتذكر نعمة الله تعالى عليه.

دفن الأنبياء

يشار إلى أنه لا يوجد أمر في النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ينص على إخفاء قبر النبي، كما لا يوجد مكان واضح لمكان دفن أي نبي في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام، لطول زمان الفترة ما بين زمن الأنبياء وزمن رسول الله إلى اختفاء آثار هذه المقابر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " وليس في الأرض قبرٌ اتّفق على أنّه قبر نبيٍّ غير قبره -يعني قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم-" وكان قبر دانيال النبي في تستر ظاهرا للناس، وكان الناس يأتون إليه يطلبون الماء ويستعطون، فكتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى أبي موسى والي تستر يطلب منه أن يحفر في النهار ثلاثة عشر قبرًا ويختار واحدًا منها ليدفنه فيه في الليل ليكون هذا ذريعة لوقوع الناس في الشرك. 

وقد حذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس من اتخاذ قبره مجتمعا للصلاة عليه أو بناء عليه بيوتا، كما حذر من القيام بذلك على جميع القبور فقال -عليه الصلاة والسلام-: (لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ) ولذلك لم تكن قبور الأنبياء مخفية، بل على العكس اختفت مع مرور الزمن، إلا ما أمر عمر بن الخطاب بإخفائه، وهو قبر النبي دانيال - على أساس أنه نبي - أما قبر رسول الله فوجوده واضح ومعروف. لقرب عهده مقارنة بغيره من الأنبياء، وأيضاً لأنه كان يعامل بعناية فائقة منذ زمن الخلفاء الراشدين وما بعده إلى الآن. 

إن الله تعالى يميز الأنبياء بصفات تميزهم عن غيرهم من الأنبياء، منها: أنه - سبحانه - يخيرهم عند الموت بين الاستمرار في الحياة أو مقابلته - سبحانه - وأنهم يدفنون في المكان الذي يتوفونهم.

فقد سمع أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما مات نبيٌّ إلا دُفِنَ حيثُ يُقبَضُ)، ومن خصائصهم أنّ أجسامهم لا تبْلى بعد دفنهم، فلا تأكل الأرض أجسادهم مثل باقي البشر، ففي الحديث الشريف: (إنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أن تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)، وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ النَّفخةُ، وفيهِ الصَّعقةُ، فأكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ، قالَ: قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ - يقولونَ بليتَ -، فقالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ علَى الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ)، فتظل أجسامهم كما هي لا يتغير منها شيء.

اعلان
التصنيف :

آخر المشاركات

إرسال تعليق