مقدمة: رمضان شهر الخير
رمضان شهر الخير والبركة والمغفرة، فهو شهر تكثر فيه البركات والحسنات، وتكون السيئات قليلة، ففي شهر رمضان المبارك، يكافئ الله تعالى عباده بمضاعفة الأجر، وينعم عليهم بالرحمة واللطف، إنه شهر الدعاء المستجاب، وهو شهر العبادة، وهو شهر الصدقات أيضًا، حيث ينتشر اللطف بين الناس وتكثر الروابط العائلية الموائد للفقراء والمحتاجين.
العرض: فضل شهر رمضان
شهر رمضان المبارك له فضائل كثيرة، ففي شهر رمضان بدأ نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد قال الله تعالى " شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهدى والفرقان"، كما أن فيه أعظم ليلة وهي ليلة القدر، فإن ثواب العبادة والقيام فيها يعادل عبادة أكثر من ألف شهر، ينزل الله تعالى فيها إلى السماء الدنيا، فيجيب دعاء عباده، ويغفر ذنوبهم، ويبسط يديه للمستغفرين، ويسود فيها السلام من غروب الشمس إلى الفجر قال الله تعالى: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ · تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ · سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"
كما أن في شهر رمضان المبارك، فرض الله تعالى ركنًا من أركان الإسلام الأساسية، وهو عبادة الصيام، يعتبر الصيام من أعظم العبادات التي لم يحدد الله تعالى أجرها، فالصيام إخلاص لله تعالى؛ لذا فسبحانه هو الذي يجزي به وقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "للصَّائمِ فرحتانِ : فرحةٌ حينَ يفطرُ ، وفرحةٌ حينَ يَلقى ربَّهُ"، فالصوم فيه تهذيب عظيم للنفس، ويشتمل على الكثير من الروحانيات العميقة، ويربط قلب المؤمن بربه، ويجعل نفس المؤمن مخلصة لخالقها وحده لا شريك له، وهذا من أحد أسباب روحانية شهر رمضان المبارك.
يحمل لنا شهر رمضان المبارك العديد من الدروس والعبر، عندما يشعر الصائم بجوع الفقراء والمساكين، ترق روحه، ويصبح قلبه أكثر تعاطفا وعطفا على الآخرين، فيفكر بالآخرين، وفي شهر رمضان المبارك يتضاعف أجر قراءة القرآن، فهو فرصة عظيمة يجب على كل مسلم أن يغتنمها حتى ينال الأجر العظيم.
وفي شهر رمضان يغلق الله تعالى جميع أبواب النار ويفتح أبواب الجنة للصائمين، وتقيد فيه الشياطين،فعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ"، كما أن في رمضان ترتفع النفوس فيه كثيرًا، وتتقوى صلات الرحم بين الناس، ففيه يجتمع الناس على المائدة للإفطار، كما يجتمعون أيضا لأداء صلاة التروايح، وحضور الدروس الدينية وغيرها من النشاطات الأخرى التي تقام في هذا الشهر المبارك الفضيل.
كما يعتبر شهر رمضان شهراً مليئاً بالبهجة والفرح للكبار والصغار على حد سواء، حيث تقوم كل أسرة خلال شهر رمضان بتعليق الفوانيس والأنوار والهلال وغيرها من الزينة، مع خلق جو مليء بالإيمان والفرح، ويستعد فيه الناس أيضا لعيد الفطر المبارك، وهو يوم المكافأة من الله بعد شهر كامل من العبادة والصبر.
الخاتمة: ما واجبنا تجاه شهر رمضان؟
يجب علينا أن نستغل شهر رمضان المبارك في الأعمال الصالحة من: صلاة النوافل بجانب الفروض، والذكر، وقراءة القرآن وتدبره، والصدقات، وصلة الرحم وغيرها من أعمال البر تقربا إلى الله لتكفير ذنوبنا وتقوية إيماننا ونجعله شهر همة وإيمان لبدء عهد جديد مع الله سبحانه وتعالى.
تعليقات: 0
إرسال تعليق