الرئيسية » ثقافة عامة » طريقة معرفة أن الشخص مسحور

طريقة معرفة أن الشخص مسحور

طريقة معرفة أن الشخص مسحور
اعلان

السحر

يواجه الإنسان العديد من المشاكل والمواقف الاستثنائية في الحياة، مما يجعله في حيرة وتشتت الذهن، فيحمل البعض السحر على كل العقبات والمواقف التي تحدث في الحياة، دون النظر إلى أسباب هذه العقبات والمواقف ودون السعي إلى حلها أو التخلص منها بالطرق المشروعة، أي أن بذل الجهود لحل المشاكل والعقبات لا يتعارض مع الإيمان بالقضاء والقدر، فالتضرع إلى الله تعالى وتجنب المعاناة بالصلاة هو جزء من قضاء الله وقدره، قال الإمام الغزالي: (  فاعلم أنّ من القضاء ردّ البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لردّ البلاء واستجلاب الرحمة)، فالقنوط واليأس ليس من صفات المؤمنون المتوكلون على الله لا يلقون كل مشاكلهم وأخطائهم على الحسد أو السحر أو العين.

والسحر في اللغة: الفتنة، الاستمالة، السلب، الخداع، الغش، وأما تعريف السحر اصطلاحًا: هو كلّ عملٍ أو أمرٍ يكون فيه خِداعٌ أو تأثيرٌ من عالم العناصر، ويكون ذلك نتيجة الاستعانة بغير الله -تعالى- واللجوء إليه، مع مشابهته لخوارق العادات دون أن يكون فيه تحدٍ، ويُمكن تعلّمه وتعليمه.

حقيقة السحر

 واختلف العلماء حول حقيقة ثبوت السحر و وقوعه كما يلي: 

الصنف الأول: اعتقاد أهل السنة والجماعة أن السحر قد ثبت وجوده وحقيقته، كما يتبين من:

  • قول الله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ). 
  • قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس منَّا من تَطيرَ أو تُطيرَ له، أو تَكهَّن أو تُكهِّنَ له، أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهناً فصدَّقَه بما يقولُ فقد كفر بما أنزل على محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).

المجموعة الثانية: أكثر المعتزلة وغيرهم ومنهم من الشافعية ابن حزم وأبي إسحاق يرون أن السحر لا حقيقة له بل هو تمكر وخيال وخفة وشعوذة والأدلة كما يلي:

  • قال الله تعالى: (يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى)، فالله -سبحانه وتعالى- لم يصرّح بأنّها تسعى على الحقيقة. 
  • قال الله تعالى: (قالَ أَلقوا فَلَمّا أَلقَوا سَحَروا أَعيُنَ النّاسِ وَاستَرهَبوهُم)، أي أنّ السحر يتم بالتخييل لأعين الناس وخداعها بما ترى فتظنّه سِحراً وهو ليس كذلك.

العلامات التي قد تدل على أن الشخص مسحور

 عند أهل السنة والجماعة المثبتين للسحر، هي مجموعة من الأعراض والعلامات والدلائل الجسدية التي تظهر لدى الشخص المسحور، إلا أن هذه العلامات والأعراض لا تشير بالضرورة إلى وجود السحر، حيث تظهر هذه العلامات على الكثير من الأشخاص ولكنهم لا يتأثرون بالسحر، وتشمل هذه العلامات ما يلي: 

قد يعاني الأشخاص الذين قد يكونون تحت تأثير السحر من الأعراض التالية:

امتناع الشخص المسحور عن ممارسة العبادات العادية، ونفوره من ذكر الله تعالى، وثقل الطاعة، وعدم رغبته في سماع أي شيء يتعلق بالدين. 

تستمر رؤية الشخص المسحور لأحلام وكوابيس مروعة أثناء نومه. 

يعاني المسحورون من أعراض جسدية، مثل الصداع الشديد والدائم، أو تغيرات في لون الجلد، وخاصة لون الوجه. 

عدم الانتباه، وضعف التركيز، كثرة الذهول. 

شخوص البصر وزيغه.

سوء الفهم وعدم اليقين بشأن الأمور أحكام مختلطة للأحداث والزمن. 

استعداد دائمًا للغضب وإحداث المشاكل بدون سبب. 

عدم الاهتمام بالمظهر الشخصي الصحيح. 

الأشخاص غير الراضين والمهووسين بوظائفهم يفتقرون إلى الثقة فيما يفعلونه وهم غير راضين عنه. 

ينسحب الرجل من الجماع مع زوجته. 

ضيق في التنفس. 

حكم السحر

يحرم على المسلمين ممارسة السحر لأنه محرم، ولا يمكن للساحر أن يمارس السحر إلا إذا فعل شيئاً يخرجه عن الإسلام، كالتقرب إلى الجن بقتلهم، أو الاستعانة بهم والاستعاذة بهم، أو سب كلام الله تعالى، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين عن إتيان العرافين والكهان وبيّن عظيم الإثم في الإيمان بهم وتصديقهم منها قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (من أتى عرَّافاً فسألَه عن شيٍء لم تُقْبَلْ لهُ صلاةٌ أربعين ليلةً)، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (سألَ أُناسٌ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن الكُهَّانِ، فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَيْسُوا بِشَيْءٍ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، فإنَّهُم يُحَدِّثونَ أحْياناً بالشَّيءِ يكونُ حَقّاً؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: تِلكَ الكلِمَةُ مِنَ الحقِّ، يَخطَفُها الجنِّيُّ، فيَقُرُّها في أُذُنِ وليِّهِ قَرَّ الدَّجاجَةِ، فيَخْلِطونَ فيها أكثَرَ مِن مِائةِ كَذبَةٍ).

الحماية من السحر

يجب على المسلم أن يحرص على الأعمال التي تقربه إلى الله تعالى وتحفظه من الشر، ومن ذلك ما يلي: 

  • توحيد الله تعالى، والاعتقاد الباطن بأن كل ما يحدث للإنسان فهو من عند الله تعالى، لا يصيبه إلا بما هو خير، فلا يستطيع الإنسان إلا أن يفعل ما هو خير له، حتى لو كان الإنسان ذو البصر المحدود لا يعلم أن ذلك خير له، (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
  • تقوية الإيمان في قلبك، فهذا يضعف الشيطان ويمنعه من قوة الإيمان، (إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذينَ آمَنوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ*إِنَّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذينَ هُم بِهِ مُشرِكونَ).
  • داوم على ذكر الله تعالى في كل حال وفي كل وقت، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا).
  • الحفاظ على قراءة آية الكرسي كل يوم. 
  • قراءة آخر آيتين من سورة البقرة. 
  • قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس.

علاج السحر

 يحتاج الأشخاص المصابون بالسحر إلى محاولة طلب العلاج، باستخدام العلاجات الشرعية للعلاج والتعافي ولتجنب الإصابة والمرض، ومن طرق علاج السحر ما يلي: 
  • العلاج بالسحر: يمكن لمن يفهم السحر وعلومه أن يفك السحر المصنوع لشخص ما بسحر مثله، مما يؤدي إلى مخالفة شرعية، وهو أعظم خطيئة ومن الكبائر ، جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في صحيح البخاري: (اجتنبوا السبع الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هنّ؟ قال: الشركُ باللهِ، والسحرُ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلّا بالحقِّ، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ).
  • علاج السحر بالرقية والأدوية المباحة وأوراق السدر: أي استخدام الرقية من القرآن أو السنة النبوية في علاج المسحور بالإضافة إلى الأدوية المباحة، ويمكن أيضا استخدام أوراق السدر مع الرقية الشرعية. 

  • القضاء على السحر عن طريق تتبعه واستخراجه وفكه: ويتم ذلك بالدعاء والمثابرة على الله عز وجل في معرفة مكان السحر وإزالته وتدميره بالحرق أو رميه في ماء جار وتعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق فعالية في علاج السحر وكسره وإبطاله. 

  • التمر والعجوة: جاءت العديد من أحاديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل التمر في علاج السحر منها: (من تصبَّحَ كلَّ يومٍ سبعَ تمَراتٍ عجوةً، لم يضرَّه في ذلك اليومِ سمٌّ ولا سحرٌ)

اعلان
التصنيف :

آخر المشاركات

إرسال تعليق