الرئيسية » قصص وشعر » قصص قصيرة ذات عبرة وحكمة

قصص قصيرة ذات عبرة وحكمة

قصص قصيرة ذات عبرة وحكمة
اعلان

قصص مليئة بالحكمة


هناك بعض القصص المعروفة التي تناقلتها أجيال عديدة لأن العبر والمواعظ فيها واضحة ولها تأثير معين على التطور الفكري للأطفال، ونعرض بعضًا من هذه القصص في هذا المقال، بالإضافة إلى الحكمة المأخوذة من القصة: 

قصة الطفل وشجرة التفاح 


يُحكي أنه في أحد الأيام... كانت هناك شجرة تفاح كبيرة لها فروع محملة بالفاكهة، جذع قوي وأغصان، وبجانب الشجرة كان هناك طفل يلعب بالقرب من الشجرة ويتمتع بمتعة كبيرة ويتسلق الأغصان ويأكل ثمار الشجرة وإذا سئم من اللعب ينام تحت الشجرة ويستمتع بظل الشجرة والأغصان الكبيرة، وهذا هو الحال كل يوم ومع مرور الأيام كبر الطفل وتشتت اهتمامه بالشجرة، فتوقف عن البحث عن الشجرة، ولكن في أحد الأيام، عاد إلى الشجرة وهو حزين، فدعت له الشجرة للعب، فقام الطفل قال الصبي: لم أعد صغيرا، أحتاج إلى بعض المال لشراء بعض الأشياء، فقالت له: ليس عندي مال، لكن خذ التفاح الذي في أغصاني وبعه، واستخدم الربح في شراء ما تريد، فجمع الصبي كل التفاحات وأخذها وهو سعيد ثم رحل ولم يعد، فحزنت الشجرة.

وبعد سنوات عديدة، عاد الطفل، فقالت له الشجرة كعادتها: تعال والعب معي، فقال لها: لقد أصبحت رجلاً بالغا لدي عائلة وأنا مسؤول عنها وأحتاج إلى بناء منزل، هل يمكنك مساعدتي؟ فقالت له ليس عندي بيت ولكن يمكنك أن تبني بيتك من أغصاني ففعل الرجل ذلك وأخذ الأغصان ومضى سعيدا يوما بعد يوم وسنة بعد سنة وسنة بعد سنة شعرت الشجرة بالوحدة والحزن على الطفل الذي كبر ولم يعد يقابلها، وفجأة جاء إليها في يوم صيفي حار، وفرحت الشجرة بقدومه وأخبرته أنه قال: "أنا لقد كبرت كثيرًا وتقدمت في العمر، وأريد أن أبتعد عن هموم العالم وأعيش حياة مريحة، أردت الإبحار بعيدًا عن الناس، لكن لم يكن لدي قارب للإبحار عليه، فقالت له الشجرة: خذ من جذعي واصنع قاربا، فأخذ من جذعي فصنع قاربا، ثم رحل ولم يرجع لسنوات عديدة. 

وبعد سنوات طويلة عاد الرجل إلى الشجرة مرة أخرى، وقد اعتادت عودته ليطلب أشياء من الشجرة، فقالت له في البداية: أنا آسفة، أنا كبيرة في السن، ليس لدي شيء لأعطيك إياه، قالت له: "ليس هناك تفاح لتأكله أو لتبيعه، فقال لها: لا، ليس لي أسنان لأمضغها؛ وأكملت الشجرة حديثها وقالت له: ليس عندي صندوق تلعب به أو تتسلق عليه، قال: لست بحاجة إلى ذلك لأنني كبير في السن بحيث لا أستطيع القيام بذلك، أصبحت الشجرة حزينة للغاية؛ لأنه لم يكن لديها ما تعطيه، كانت شبه ميتة فجذورها ضعيفة، فأجابها الرجل العجوز: كل ما أحتاجه وأريده الآن هو الراحة خلال هذه السنوات، أنا فقط بحاجة إلى مكان لأرتاح فيه، قالت الشجرة له: هذه جذوري، هذا ما بقي لي يمكنك الجلوس بجانبي وتأخذ قسطا من الراحة. 

الدروس المستفادة من القصة

 يجب علينا أن نكون شاكرين لجميع النعم التي وهبها الله لنا، مثل نعمة الوالدين، ونعمة الصحة، وجمال الطبيعة وبركاتها، ويجب علينا أن نستمر في حفظ هذه النعم. 

ويشبّه المؤلف الشجرة بالأم التي تستمر في رعاية طفلها حتى يكبر وتقضي حياتها في رعاية احتياجاته، وعندما يأتي إليها، توفر له كل ما يحتاجه حتى تستنفد كل طاقتها وتُصبح غير قادرة على العطاء، فيكبر الطفل ويصير شابا، ثم رجلاً، ثم شيخاً، ولم يدرك قيمة والديه المفقودين، إلا أنه عندما يفقد كل شيء ويحتاج إلى الراحة، فيلجأ إليهم مرة أخرى لأنه يعلم أن والديه مصدرًا للراحة. 

قصة الله يراني

في أحد الأيام، أراد أحد الشيوخ أن يختبر فطنة وذكاء طلابه، فذهب إلى أربعة أولاد وأعطى كل منهم تفاحة وطلب منهم أن يأكل كل منهم التفاحة في مكان لا يستطيع أحد رؤيتهم فيه.

وبعد فترة جاء إليه الصبية الأربعة، فسألهم الشيخ: هل أكلتم التفاح؟ قالوا: نعم، فسألهم الشيخ: أين؟ فأجاب: الولد الأول في غرفتي، والولد الثاني في الصحراء، والولد الثالث على متن قارب في البحر، وأما الرابع فجاء وفي يده التفاحة، فسأله الشيخ: لماذا لم تأكل التفاحة؟ فأجاب: لقد بحثت في أماكن كثيرة ولكنني لم أجد مكاناً لا يراني فيه أحد، فالله يراني دائما في كل مكان. 

الحكمة من القصة

 يجب غرس مبادئ خشية الله والتقوى في نفوس الشباب في كل وقت، حتى يدركوا أن الله ينتبه دائما إلى أقوالنا وأفعالنا، فيكونوا مسئولين عن أنفسهم ومراقبة سلوكهم وأقوالهم وأفعالهم في جميع الأوقات.

قصة كنز العسل

في كل صباح تخرج جميع الحيوانات للبحث عن الطعام، وفي الطريق تمر بالدب الكبير الذي يرقد متكاسلا نائما تحت الشجرة، كانت الحيوانات تحيي الدب الكبير كل صباح وتحاول إقناعه بالخروج معهم للبحث عن التوت الأزرق، ولكن في كل مرة كان الدب يشير إلى الشجرة التي يرقد تحتها ويقول إنه لن يحتاج أبدًا إلى الخروج للغابة في الشمس الحارقة للبحث عن الطعام لأن الشجرة تحتوي على كنز من العسل الطازج اللذيذ يكفيه لأشهر أو حتى أيام.

مع مرور الأيام والحيوانات تبحث عن القوت، فكرت في هذا الدب الكسول الذي لا يغادر مكانه أبدًا ولا يفكر إلا في النوم والراحة، وفي أحد الأيام، عندما نظر الدب إلى الثقب الصغير في الشجرة، المليء بالعسل اللذيذ، تفاجأ برؤية ثعبان كبير يطارد فأرا ويرمي السم على الفأر بالقرب من الخلية، مما أدى إلى وصول السم إلى خلية العسل والعسل كله مدمر. 

فقام الدب وبكى، وصفق بيديه ندمًا، طعامه مسموم ولا يستطيع تناوله، وفي المساء عادت جميع الحيوانات ومعها الكثير من الطعام والمؤن لصغارها، لقد تفاجأوا عندما علموا بحالة الدب الباكي وسألوه عن السبب، ثم طمأنوه وأقنعوه بالخروج معهم كل صباح بحثًا عن الطعام، وأوضحوا له أن فائدة ذلك أنه ينشط ويكثر من الطعام. ومن المؤكد أن الدب الصغير صدق آراءهم وبدأ يخرج معهم كل صباح ليجد لقمة العيش، وأصبح الدب الصغير نشيطا ومجتهدا، يكسب لقمة عيشه بيديه. 

الحكمة التي نتعلمها من هذه القصة

 المقصود من هذه القصة التشجيع على العمل والسعي وراء الرزق، حتى لو كان لدى الإنسان الكثير من الرزق والمال، لأن العمل يقوي البدن ويبعث الطاقة والحيوية والتفاؤل.
اعلان
التصنيف :

آخر المشاركات

إرسال تعليق